ما هي برمجيات التجسس؟
برمجيات التجسس هي نوع من برامج الحاسوب الخبيثة، تتدخل في العمليات العادية للجهاز لجمع معلومات من دون تحذير المستخدم، وتُرسلها إلى طرف آخر غير مصرّح له بالحصول عليها.
وتتيح برمجيات التجسس المنتهكة للخصوصية انتهاكًا صارخًا الدخول غير المقيد إلى الجهاز بشكل تلقائي. ولا تترك أثرًا يُذكر، بحيث يكون من شبه المستحيل على المستخدم معرفة أي من البيانات قد أُخذ.
وتستطيع برمجية التجسس استهداف أي جهاز متصل بالإنترنت: الهواتف، والحواسيب، وغيرها من الأجهزة.
كيف تعمل برمجيات التجسس؟
يمكن لبرمجيات التجسس أن تخترق الجهاز عندما ينقر المستخدم على رابط خبيث أو حتى دون أن يفعل أي شيء.
وتشمل طرق الاختراق:
الهجوم بنقرة واحدة
يُخترق الجهاز عندما ينقر المستخدم على رابط خبيث. ويمكن إرسال الروابط المخترَقة بطرق عديدة مختلفة من ضمنها عبر الرسائل، أو البريد الإلكتروني، أو منصات التواصل الاجتماعي.
الهجوم بدون نقر
يُخترق الجهاز دون أن يفعل المستخدم شيئًا أو يتفاعل مع أي شيء.
ماذا يحدث عندما يُخترق جهازكم؟
بمجرد اختراق الجهاز ببرمجيات التجسس المنتهكة للخصوصية، يُتاح لمُشغّل البرمجية الدخول إلى الهاتف بشكل كامل ويمكنه:
- تعقُّب موقع الهاتف
- الاطلاع على المحادثات، حتى في التطبيقات المشفّرة من الطرفين مثل سيغنال وتلغرام
- الاطلاع على رسائل البريد الإلكتروني
- الاطلاع على جهات الاتصال
- تشغيل الميكروفون للإصغاء إلى المحادثات القريبة
لماذا توجد برمجيات التجسس أصلًا؟
يُطوّر قطاع المراقبة برمجيات التجسس لتجاوز الدفاعات الأمنية التي تزداد قوة في أجهزة الحاسوب، وأجهزة الهاتف المحمول، ومنصات التواصل. ويسعى مشغلو برمجيات المراقبة إلى اختراق الأجهزة حتى يتسنى لهم الحصول على كافة البيانات المخزنة فيها.
وفي حين أن أدوات برمجيات التجسس تُستخدم منذ زمن طويل، فإن ازدياد التشفير عقب إفشاء إدوارد سنودن معلومات عن برمجيات التجسس عام 2013، صعّب جمع البيانات الخاصة عبر طرق المراقبة الأخرى، مما زاد من الطلب على برمجيات التجسس.
من يستخدم برمجيات التجسس؟
تأتي الجهات المكلفة بإنفاذ القانون والأجهزة العسكرية والمخابراتية على رأس قائمة مستخدمي برمجيات التجسس والمراقبة وعملاء شركاتها.
وربما تسعى هذه الجهات والأجهزة للعثور على معلومات محددة مثل:
- مكان وجود شخص ما
- مصادر أحد الصحفيين
- تفاصيل الاحتجاجات التي يجري تنظيمها
- معلومات قد تكون بحوزة شخص ما حول الفساد
- أدلة على سلوك إجرامي
من هم الأشخاص الأكثر استهدافًا عادة ببرمجيات التجسس؟
تقول الحكومات والشركات إن أدوات المراقبة هذه لا تُستخدم إلا لاستهداف “المجرمين والإرهابيين”.
لكن في الواقع، جرى استهداف نشطاء حقوق الإنسان، والصحفيين، وكثيرين غيرهم في شتى أنحاء العالم على نحو غير قانوني بواسطة برمجيات التجسس.
ما علاقة برمجيات التجسس بحقوق الإنسان؟
إن الاستخدام غير القانوني لبرمجيات التجسس ينتهك العديد من حقوق الإنسان، مثل الحق في الخصوصية، والحقوق في حرية التعبير، والرأي، والتجمع، وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها.
لكن برمجيات التجسس تؤذي أشخاصًا مختلفين بطرق مختلفة. ويمكن أن تُستخدم البيانات كسلاح وأن تؤدي إلى مزيد من الأذى على الإنترنت وخارجه – وخاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يواجهون أصلًا التمييز على أساس هويتهم. يمكن أن يتخذ هذا الأذى أشكالاً عديدة، مثل الابتزاز وجمع المعلومات الشخصية ونشرها على الإنترنت، والمطاردة السيبرانية والمضايقة والترهيب.
ليس لديّ ما أُخفيه، لذا هذا لا يؤثر عليَّ، أليس كذلك؟
أعيدوا التفكير.
تُبين بحوثنا أن النشطاء الذين يخشون أن يكونوا قيد المراقبة، ستقل احتمالية جهرهم بآرائهم التي تنتقد حكومة بلدهم، أو ينشروا تقارير حول قضايا معينة، خوفًا من استهدافهم وتعريض أنفسهم، ومصادرهم، وأحبائهم للخطر.
ولهذا تأثير علينا جميعًا، فحق التظاهر، ونشر تقارير صحفية بشكل حر حول قضايا تُؤثر على حياتنا، يُعدّان ركيزتين أساسيَّتين من ركائز أي مجتمع يحترم حقوق الإنسان.
ماذا يستطيع أن يفعل الأفراد لحماية أنفسهم من برمجيات التجسس؟
من الصعب أن تحموا أنفسكم حماية كاملة من الهجمات، لكن إليكم بعض النصائح الأساسية الهامة بشأن الأمن الرقمي:
- واظبوا على تحديث متصفحكم على الشبكة العنكبوتية وأنظمة تشغيل هواتفكم المحمولة.
- فعّلوا خاصية “الإغلاق الأمني” المشدد على أجهزة أبل.
- احرصوا على عدم النقر على الروابط المرسلة من غرباء.
- تنبهوا للتغييرات في عمل الأجهزة.
- يمكن أن يساعد استخدام شبكة خاصة افتراضية (VPN) معروفة على منع بعض أشكال المراقبة والرقابة.
- غيّروا إعدادات الخصوصية في حسابكم على فيسبوك لتقتصر على الأصدقاء الحاليين، وأجروا تقييمًا لطلبات الإضافة الجديدة قبل قبولها.
- زوروا الموقع الإلكتروني الآمن لمنظمة العفو الدولية بنطاق أونيون، بصورة متكتمة ومجهولة الهوية، عبر استخدام متصفح شبكة تور.
عندما تهاجم الحكومات والشركات مَن يدافعون عن حقوقنا، نصبح جميعنا في دائرة الخطر، لذلك، نطالب دول العالم بحظر برمجيات التجسس المنتهكة للخصوصية انتهاكًا صارخًا.